عالم المتسولين ....عندما تقسو القلوب وتتحجر المشاعرويغتال العنف صلة الرحم يسحق الزوج
*انتهاكات وطرق ملتوية تتحدث عن مآسي اغتيال الطفولة
* شوارع يعشعش فيها أناس منحرفين
*مواد قانونية معطلة ولا يوجد قرار قضائي يحكم فيه على متسول
أصبت بالدهشة وأنا أدخل إحدى العيادات الشعبية ، لأسمع على مقربة مني صوت يقول لي ، ساعديني وأعطيني مما أعطاك الله ، فالتفت وإذا بشخص أعرفه سيدة عجوز واقفة أمامي تستجدي بعض المال ، وعندما شاهدتني بوضوح هربت مني بين الناس ، وظل فكري يلاحقني مصراً على معرفة سبب تصرف تلك الجارة ، على الرغم من أنها امرأة لديها أبناء أحدهم يعمل طبيب مختص والأخر أستاذ جامعي !!! هل هو الفقر وصعوبة الحياة ؟؟ أم انه مرض ؟؟ ها هو كيان المجتمع بات ينهار والكرامة أصبحت في مهب الريح ... وعندما تحاول النزول إلى الشارع تعلم حجم المأساة وتدرك جيداً أن هناك كارثة إنسانية كبيرة والمجتمع سيتحمل أعباءها وأثارها ...وبينما أنت تسير في الطرقات تقابلك أجسادهم المتسخة المتعبة يحاولون أن يحصلوا على أي مبلغ منك ...مشاهدات تترجم لنا واقعاً مؤلماً ومآسٍ اجتماعية تقشعر منها الأبدان ، ظواهر تحتاج البحث في أسبابها ، ثم إيجاد الحلول للتخلص منها ، لكي لا تنمو مجدداً .. التسول أمتهنه الأطفال الأبرياء وصغار السن فلونت الحياة براءتهم بملامح البؤس يعملون فيها بانتظام ، فتراهم ينتزعون منك المال تارة بالتوسل والبكاء والتقبيل وتارة بطريقة تحرجك أمام إلحاحهم الغريب ، أما البعض الآخر منهم ، إن لم تقدم لهم شيئاً يلاحقونك بالشتم والسب وقد يقومون بضربك .
هربت من جحيم زوجي إلى الشارع
البداية كانت مع أم تحمل طفلة رضيعة تعاني من حروق في وجهها ، عمرها 27 عام / تقول تركت منزل زوجي بعد أن حصل لي حادث في انفجار سيارة مفخخة بالقرب مني مما أدى إلى احتراق وجهي وجسدي بعدها تغيرت معاملة زوجي معي وأتى بزوجة ثانية لتقيم معي في المنزل وطلب مني أن ابحث عن عمل كي أعيش منه ، فهو لم يعد يستطيع تحمل أعباء المعيشة لوحده ، أو أن يطلقني ، عندها هربت من جحيم زوجي إلى الشارع للالتقاط رزقي ، ومع الوقت تعرفت إلى مجموعة من المتسولين يعملون لحساب شخص معين ، عرضوا عليه العمل معهم ، كنا نأكل ونسكن عنده مقابل أعطائنا جزءاً مما نحصل عليه يومياً ..
تمزق الأم أولادها
خفق قلبي عندما رأيتها طفلة جميلة مدت يدها إلي وأنا جالسة في المقعد الأمامي للسيارة ، كانت الدموع تتقافز من عينها وهي تقول ( جوعانة ) ، في البداية لم أحاول الالتفات نحوها ولكن صوتها أوحى إلي بألم كبير رغم عمرها وجسدها الصغيرين ، بعدها أخرجت مبلغ ضئيل ، وعندما شاهدت المبلغ مدت يدها بقوة كي تأخذه مني ، عندها امتنعت من تسليمها المبلغ وسألتني بدهشة لماذا ؟؟ قلت لها أين اهلك ؟ أشارت إلى الجهة المقابلة للرصيف بيديها هناك دون إصدار أي صوت فقد كان همها الوحيد ، هو كيفية الحصول على المبلغ الذي بين يدي ... شاهدت أمها أمرآة ترتدي السواد وجالسة على الرصيف وبجانبها طفل رضيع نائم على الأرض ، ألتفت إلى الطفلة الصغيرة وحاولت استدراجها للحديث مستغلة إغرائها بالمبلغ الذي احتفظ فيه ، كانت في البداية خائفة من الحديث معي ولكنني عندما أعطيتها جزء من المبلغ ، اقتنعت ، فسألتها لماذا لا تذهبين إلى المدرسة ؟؟ فقالت : أمي تقول من يذكر أسم المدرسة احرقه بالنار ، لذلك نحن نخاف أنا وأخوتي أنا نقول كلمة المدرسة ، عندها سألتها هل لديك أخوة وأين هم الآن ؟ فقالت هي لا تعرف أين هم ألان ، لكنهم موجودين في أحد الشوارع يعملون ، فيجب علينا أن نحصل على مبلغ خمسون ألف دينار يومياً أنا وأخوتي الثلاث ونسلمها إلى رجل يأتي ليلاً إلى منزلنا ليأخذ المبلغ من أمي .... هكذا هي الحياة ، عندما تقسو القلوب وتتحجر المشاعر ويغتال العنف صلة الرحم .. يسحق الزوج زوجته ، وتمزق الأم أولادها ... ترى لماذا كل هذا؟؟؟ حتما هناك جواب !!!
الحبوب المنومة
مع انعدام الشعور بالمسؤولية واشتداد قسوة القلب تفشت الكثير من الظواهر السلبية ، وامتلأت الحياة بالقصص المؤلمة التي تروي مأساة هؤلاء الضحايا الذين نشاهد البعض منهم يُحملون على أيادي قذرة تتلاعب بمصيرهم وهم يجوبون الشوارع والأرصفة ، بينما هناك الكثير منهم مازالوا خلف الكواليس يعانون الكثير ولكن في الخفاء .. ربما ظاهرة التسول للمعاق جسديا ، موضة قديمة ومستهلكه ، فلكي تعمل في التسول وجب عليك ابتكار طرق متجددة ، حيث إن الأفلام العربية عالجت بعض هذه الظواهر وكشفت الأوراق المخفية لهذه المهنة ، فلم يعد يرق قلب المار من أمام ذلك المعاق وهو يتوسل ببعض مما أعطاه الله إليك ، لذلك وجدت طريقة جديدة هي أبشع ما يمكن أن نصفها عن أخلاقيات عالم المتسولين في أعطاء الحبوب المنومة للطفل بشكل يومي ومستمر كي تبدو عليه حالات المرض ، وبهذا يدعي حامله أنه مريض ويحتاج إلى المال لكي يعالجهُ ... وهذا ما أكده لي زميلي حسام / مهندس عن حديث له مع أحد المتسولين الذي يقف بجانب مقر عمله ، وهو يذكر له طريقة أجبار الطفل على تناوله للحبوب المنومة والمخدرة ، كي يظهر بحالة مُتعبة وكأنه مصاب بمرض ما ، وبهذا يستطيع الحصول على المال بهذه الطريقة ..
عائلات تمتهن التسول
ولم يعد المتسولين قنبلة موقوتة في شوارع بغداد ، بل تجدهم يتسكعون في بقعة معينة أو شارع معين على شكل مجاميع متكونة من الرجال والنساء والأطفال ، بل تجد هناك أسر وعائلات في شارع معين لتتخذ منه ملكاً خاصاً لها وضمن ممتلكاتها التي يجب أن لا تسمح لغيرها حرية التصرف به في امتهان التسول ، فنتيجة التفكك الأسري يهرب أطفال من الجنسين إلى الشوارع ، يتسولون ويسرقون ويتزوجون بعضهم زواجاً غير شرعياً ، والنتيجة أجيال جديدة من المتسولين ... فكيف لي أن أنسى تلك العائلة التي تسكن منطقة ( كراج علاوي الحلة ) والمتكونة من أب يبيع القبعات المصنوعة من سعف النخيل ، والأم التي تتسول وهي تحمل طفلة بملامح متعبة ، وتتبعها طفلة لا يتعدى عمر طفولتها الأربع سنوات تتقافز حافية بين المركبات تطلب العون ببعض ما عند أولئك القابعين بداخلها ، وما أن تحصل على مرادها حتى تهرول إلى أمها لتعطيها المحصول ...
تأجير الأطفال مقابل رواتب شهرية
أشكال الانتهاكات تفاقمت والكثير من الناس يستسهل الطرق الملتوية ، ولا يحمٌل نفسه مشقة العمل والمحاولة ، فيلجأ إلى أساليب إجرامية بعيدة كل البعد عن الإنسانية ، ومن الجرم تجاهلها أو السكوت عليها ، بعضها تتحدث عن مآسي اغتيال الطفولة وحرمانهم من الشعور ألآمن بالانتماء إلى المجتمع ، حيث شكلها بعض ضعفاء النفوس بطريقة تأجير أبنائهم مقابل راتب شهري على أن يتكفل المستأجر بتوفير الطعام والسكن للأجير ، وضمن أسعار تحدد وفق مواصفات الضحية فأن كان معاقاً حتماً سيكون ثمن تأجيره ضعف ثمن تأجير الطفل السليم ..
فئة المجرمين والمنحرفين
كان يضربني بقوة ، إذا لم اخرج للتسول ، فأنا لا أعرفه هل هو أبي لم لا ، وأخاف أن أساله أي سؤال ، كل يوم ينتظرني عند رجوعي ليأخذ مني كل ما قمت بالحصول عليه من مبالغ ، وهذا حالي وحال الكثيرين معي .. عبارات قالها محمد وهو يتلفت إلى كل من يسير في الشارع ، كأنه يبحث عن شيء أضاعه أو يحاول أن يستقرى المارة وهو يكمل حديثه بتوسل "عمتي أعطيني المبلغ الذي وعد تيني أن تعطيني إياه ، فلا أستطيع الوقوف أكثر ، خوفاً من أن احدهم يخبر أبي وسيضربني بقوة ويحرمني من الأكل لمدة يوم كامل " ... هذه بداية مناسبة لانحرافهم وانتسابهم إلى فئة المجرمين والمنحرفين , حتماً فمادام الطفل يوشي بأبيه مقابل مبلغ قليل ، وهو على استعداد لعمل كل ما يطلب منه مقابل ذلك المبلغ اللعين ، فلا نستغرب من وجود الهاربين عن العدالة والذين نطلق عليهم الإرهابيين ، حيث الشوارع يعشعش فيها أناس لا يكلفون عصابات الإرهاب مبالغ باهظة ، ولا يحتاجون إلى مشقة في العثور عليهم أو الوصول إليهم ...
مسلسل الاحتيال اليومي
أما تلك الفتاة ، التي تلف جسدها بعباءة سوداء وتردي حجاب أسود ، اتخذت لها زاوية في الكاراج عينه ( علاوي الحلة ) بجانب باعة ( الجنابر ) للوقوف ، حيث أنني لم أتوقع يومها أنها متسولة إلى أن اعترضت طريقي للمرة الثانية ، محاولة تكرار نفس العبارات التي ذكرتها لي في المرة الأولى ، بقولها " الله يعطيك العافية ممكن تساعديني بمبلغ ( ألف دينار فقط ) لأني أضعت حقيبتي ، لكي أستطيع الرجوع إلى منزلي " يومها لم أشك للحظة أنها متسولة ، لان مظهرها جميل ونظيف ولا يوحي حتى بالخداع ، لكني فوجئت بعدها عندما اعترضت طريقي بتلك العبارات نفسها ، فلم أحاول مساعدتها وتركتها دون أن أعيرها أي اهتمام ، ولكني ، حقيقة ، حاولت بعدها التركيز على وجودها والبحث عنها عندما يكون مسار طريقي من أمام زاويتها التي اعتادت الوقوف عندها ، إلى أن شاهدتها يوماً من الأيام وهي تقف بجانب هؤلاء الباعة المنتشرين هناك وتتحدث بطريقة جعلتني أتيقن أن التسول مهنة تتقنها ، تحت عنوان مسلسل الاحتيال اليومي ، فكل من يعمل هناك يعرفها ويتعامل معها على هذا الأساس ...
الكسب من وراء سذاجة الآخرين
وبعيداً عن وهم الاحتيال اليومي ، يأخذني عملي الميداني وأنا في طريق العودة إلى تلك الفتاة الجميلة وهي تعترض المركبات لحظة وقوفها لانتظار أشارة المرور للسماح لها بالسير ، وبينما أنا أتابع تحركاتها ، وهي تمسك في يدها علبة صغيرة تحتوي على ( علك لبان ) اقتربت مني ، حاولت استدراجها والحديث معها وسؤالها عن وضعها وسبب خروجها لهذا العمل ، أجابتني بالقول أنها تقوم بإعالة عائلة متكونة من سبعة بنات وأم طاعنة في السن ، استغربت كيف لعلبة اللبان في مثل هذا الزمن تعيل عائلة بهذا الحجم !! ، فقالت لي " أن الذي يشتري منها اللبان يعطيها أكثر من تسعيرته بكثير وأحيانا لا يشترون مني فقط يعطوني مبلغ كمساعدة لي منهم ، وهكذا فقد تعودت على أن لا أسترجع ما تبقي من المبلغ عند إعطاءهم لي " ... حتما هناك أمور تجري بالخفاء ، وأن في كل مكان وعبر كافة العصور هناك من يكتسبون من وراء سذاجة الآخرين ، ويستغلون ما قد يكون فيهم من جهل وطمع ...
لنسعى إلى أطلاق عقول أجيال المستقبل
كما وتحدثنا مع فوزية ألساعدي / ناشطة في منظمة المجتمع المدني والتي تعنى بالأيتام والمتشردين حيث قالت " عجبي على الأمم تسابق الزمن ، حتى وصلوا إلى المريخ ليبحثوا عن أرض جديدة لمستقبل بشر لم يخلق بعد ، ونحن ما زلنا نرهب أطفالنا ونشل تفكيرهم ونحجر على ملكة التفوق لديهم ، هم اخترعوا المركبات الفضائية وهبطوا على المريخ وتحكموا فيه ، ونحن فشلنا في تعليم من يعيش بيننا أن يرضي الله وفشلنا في التحكم عن قرب في أبناءنا ، وأطلقناهم بين الناس بدون علم أو دراية وعقول فارغة ، همها فقط الأكل والنوم كالبهائم ، ليصبحوا في النهاية ألآت استهلاكية تتفن في اختراع طرق غريبة ومشبوهة لقتل الفراغ الذي يعيشون فيه ، كم أتمنى أن يتسابق أبناءنا على مهن واختراعات هي الآن حكر على غيرنا ، وحتما أن الوقت لم يفت بعد ، وإذا زرعنا بذرة اليوم فسوف تثمر غداً شجرة مثمرة ، لندع الأنانية وحب الذات والمصلحة الشخصية جانباً ونسعى لإطلاق عقول أجيال المستقبل " ...
علم النفس الاجتماعي
حدثتنا إيمان عبد العزيز أستاذة علم النفس الاجتماعي عن أسباب هذه الظاهرة بالقول " العنف هو تصرف أو سلوك يقصد به الأذى المادي أو المعنوي لأحد أفراد الآسرة ، حيث قسمه علماء النفس والمختصين إلى نوعين الأول هو عدوان موجه ضد الأسرة أو المجتمع وهو في الغالب عدوان غير مبرر ، والثاني هو عدوان موجه ( بسبب ) وهذا يكون من أجل مصلحة الأسرة كأن يعاقب الأب أبنه عقاباً بدنياً ، أو معنوياً من أجل مصلحته ، كما ويختلف التعبير عن العدوان من شخص لأخر ، فقد يكون مباشر أو غير مباشر ، وغالباً ما يكون العدوان الغير مباشر يعبر عن أناس غير ناضجين نفسيا ، وهذا بدوره يتجه الشخص إلى إيذاء نفسه أو ذاته الغاية من ذلك إيذاء المجتمع مثلاً ، أو أسرته ، كل هذه المقدمة ما هي إلا أساس واقع ظاهرة التسول ...
مساندة منظمات المجتمع المدني الدولة
وتتابع عبد العزيز حديثها بالقول " الأطفال المتسولين يعانون كثيرا ويكبرون بسرعة ، فهم يتحملون المسؤولية مبكراً ولا يستمتعون بمباهج الحياة ، وتكمل حديثها إلى أنهم لا يشعرون بأنهم أطفال كغيرهم ، كما أن هذه الظاهرة خطرة وتدل على وجود خلل في الأسر ، ولها انعكاسات سلبية للغاية على المجتمع ، وتؤدي إلى انتشار السرقات وتعاطي المخدرات والاعتداءات الجنسية ، ومن الطبيعي أن نقول أن شخصية الطفل المتسول ( ابن الشارع ) منحرفة ، فهو لا يعرف معنى الاستقرار والانتماء العائلي والسعادة وغيرها من المشاعر والمعاني التي تؤثر وجود الكائن في الأسرة وبالتالي في المجتمع .... وتضيف قائلة " وجب على منظمات المجتمع المدني أن تساند الدولة في هذه الظروف وتعينها على توفير التدابير اللازمة لحماية هؤلاء الأطفال ، وتقديم العناية للأطفال المشردين واللقطاء والمنحرفين " ..
رأي القانون
كما والتقينا بالمستشار القانوني عمر الجبوري / مجلس القضاة ، والذي حدثنا مشكوراً عن هذه الظاهرة من الناحية القانونية قائلاً " أن الدستور في عام 2005 نص على أن الدولة هي التي تتكفل المحتاجين وتضمن لهم الحياة الكريمة ، أما بخصوص قانون العقوبات العراقي رقم ( 111 ) لسنة ( 1969 ) النافذ فقد نص في مادته ( 390 ) على عقوبة الحبس مدة لا تقل عن شهر ولا تزيد عن ثلاث أشهر، وتكون العقوبة مدة لا تزيد عن سنة إذا تصنع أو تظاهر أو أستعمل أي وسيلة للخداع لكسب أحسان وعطف الجمهور ، ويجوز للمحكمة بدلاً من أن تحكم عليه بالعقوبة تودعه في دار للتشغيل إذا كان قادراً على العمل ، أما إذا كان عاجزاً فتودعه في دار العجزة ، كما نصت المادة (392) بعقوبة الحبس مدة لا تزيد عن ثلاث سنوات لكل من أغرى شخصاً للتسول ،
وعندما سألنا المستشار عن مدى فعالية هذا القانون الآن ؟؟ أجابنا بالقول أن هذه المواد معطلة حاليا ولا يوجد قرار قضائي قد حكم فيه على متسول ، وحتما السبب كون وضع البلاد والسلطة التنفيذية حاليا تحاول استعادة قوتها ، ولكنها تحتاج إلى وقت ، بسبب ما مر علينا من إرهاب وتهجير ، وأما بالنسبة لظاهرة التسول فالأسف لا يوجد حل حالياً من قبل السلطة التنفيذية أو القانونية ، ما لم تنتبه الدولة وتعيد سياستها الاقتصادية والمالية والقانونية ...